وفى هذه المقدمة يحسن بنا أن نشير إلى عدة حقائق تتعلق بهذا العمل الذى
لم نرد به إلا وجه الله الكريم والإسهام في خدمة كتابه المعجز أبد الدهر:
أولاً: إن هذا النص المنشور - هنا - هو نفس النص الذي تمت مناقشته منذ
ثمانية عشر عاماً، بلا حذف ولا إضافة؛ لأن هيئة المناقشة لم تبد عليه
ملاحظات جوهرية تقتضى حذفاً أو إضافة.
وذلك من فضل ربى ذى الجلال والإكرام.
ثانياً: لم نشر في هذه المقدمة إلى منهج البحث وثماره التي أسفر عنها
وأقرها أساتذتنا المناقشون رحمهم الله، لأننا أوجزنا الحديث عن ذلك فى
المقدمة التالية التي كانت قد أعِدت لتلاوتها على جمهور مشاهدى المناقشة.
ثالثاً: الاسم العلمي لهذا البحث المسجَّل في الوثائق الرسمية هو: " خصائص
التعبير في القرآن الكريم وسماته البلاغية " وعند صدور هذه الطبعة " الأولى "
اقترح علينا الناشر الأستاذ " وهبة حسن وهبة " أن يكون العنوان هكذا:
" خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية "
فبادرنا إلى الموافقة. وليس بين العنوانين فرق قط من حيث المعنى سوى فرق
لفظي طفيف صار به " الثاني " أوجز من " الأول " مع وحدة المعنى.
رابعاً: إن عنوان هذا البحث وإن لم يشر أية إشارة إلى قضية الإعجاز فإنه
- أعنى البحث - تطبيق عملى موضوعى للكشف عن سر الإعجاز في القرآن الكريم على المذهب المختار من مذاهب جهات الإعجاز في القرآن الكريم.
فقد تباينت وجهات النظر قديماً وحديثاً حول: بِمَ كان القرآن مُعْجِزاً؟
صال العلماء وجالوا قديماً حول معرفة وجوه الإعجاز.
وحديثاً أضاف الباحثون مذاهب عدة إلى مذاهب العلماء، ومن أبرز ما قاله
المحدَثون أن في القرآن - بالإضافة إلى وجوه الإعجاز عند القدماء - إعجازاً
آخر في مجال الكشوف العلمية، وفي مجال التشريع، وفي مجال العلوم
الإنسانية كالفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس.. إلخ.


الصفحة التالية
Icon