ملتئماً. ولأن مَن أحياه عيسى عليه السلام بإذن ربه، قد مات مرة أخرى.
وحتى معجزات الإسلام غير القرآن - كالإسراء والمعراج - لهم في رفضها شُبَه وأحاييل.
* * *
أما القرآن الكريم فإنه معجزة خالدة لأنها مستمرة لا تنقطع، مشرقة لا تغرب
وإن غربت الشمس، لامعة لا تأفل وإن أفلت النجوم.
باقية لا تذهب وإن ذهب الكون. ليس من سبيل لإنكارها: لأنها مرئية بالبصر، ومسموعة بالأذن، وملموسة باليد. وتلك روافد هذه المعجزة إلى الإحساس المفضي بالتسليم والإذعان، المؤدي إلى التصديق والإيمان، المقنع للعقول والممتع للعواطف.
ومن هنا كان اهتمام العلماء والدارسين في كل عصر ومصر بالقرآن الكريم،
حفظاً ودراسة، وبحثاً واستنتاجاً. فللفقهاء والأصوليين والشرعين فيه أهداف، ولهم إليها طريقة ومنهج، وللفلاسفة والمتكلمين فيه أهداف، ولهم إليها طريقة ومنهج، وللغويين فيه أهداف، ولهم إليها - كذلك - شِرعة ووسيلة.
وللبيانيين فيه أهداف، ولهم إليها طريقة ومنهج، ولغير هؤلاء من طلاب العلم والدرس أهداف ومناهج. وعلى كثرة ما كتبه الكاتبون حول القرآن، ويخصنا هنا الجانب البياني، فإن القرآن ما زال - وسيظل - جديداً فيه لكل دارس مجال، ولكل باحث مقال.
ولما كان القرآن هو معجزة الإسلام. وإعجازه - في المختار - راجع إلى بيانه
وأدبه، وبلاغته وفصاحته، وأسلوبه ونظمه. فإن الحاجة في هذا العصر الذى
يتسم بالتنكر لحقائق الإيمان، والتمرد على سلطان الدين - تصبح ماسة إلى
ما يساعد على جلاء تلك المعجزة، وتقريبها إلى الأفهام.
ومن هنا كان اختياري لهذا الموضوع " خصائص التعبير في القرآن
الكريم وسماته البلاغية ".
على أن يكون خطوة على الطريق.
وتجرية قابلة للتوجيه والتقويم. وبدهي أننى لم أبدأ من فراغ، ولذلك فإننى استفدتُ