* قياس واضح يُلزمهم بالتصديق:
فى النصوص المتقدمة يهدف القرآن إلى إثبات صحة وقوع البعث ففند تلك
الشُّبهة الواهية التي بنى عليها المنكرون مذهبهم فيه. حيث استبعدوا وقوع
البعث بعد الموت وصيرورتهم تراباً وعِظاماً.
والحقيقة التي اعتمد عليها القرآن في هذا المجال حقيقة بدهية لا تحتاج إلى
جدل طويل، وقد ساق لهم القضية في أسلوب منطفى واضح لا يخرج عن
التسليم به إلا مكابر.
فالله خدق الكون كله على غير مثال سابق ومن غير مادة تقدمت في الوجود
عليه.. خلق مادته وشكل تلك المادة فيما نراه ونشاهده.. أرض وسماء..
أفلاك وأنهار.. صحارى وجبال.. إنسان وحيوان.
وبدهى أن الذي خلق الحياة أولاً فإن الإعاده - وإن استوى عنده أمرها مع
أمر البداية - فهى أهون عليه.
وقياساً عليه فإن البعث أمر ممكن في نفسه. وإن كان من حيث الوعد به
واجباً شرعياً. جاء هذا القياس في أسلوب تشبيهى أدبي.
فالمشبَّه به هنا هو المقيس عليه من حيث أنه أمر واقع.. والمشبَّه هو المقيس
وهو أمر متوقع.
وما دام نظيره قد ثبت وقوعه علماً وعقلا. فإن ما قيس عليه أدخل فى
مجال الوقوع:
(كَمَا بَدَأكُمْ تَعُودُونَ).
(كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ).
(مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ).


الصفحة التالية
Icon