وجه الشبه في هذه النصوص - وما أشبهها - هو الإمكان واليُسر والسهولة.
.. وقد كان تحدي القرآن لهم واضحاً في القصة الآتية:
(وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢).
فى هذا النص الكريم رد مفحم على دعواهم التي صدَّرها القرآن النص.
ثم أخذ في الرد عليها فلم يتركها شيئاً ذا قيمة.
قاس أمراً متوقَعاً على ما هو واقع فعلاً، ليستوى معه في إمكان الوقوع.
وبذلك تندحض شُبهتهم.
* *
ثانياً - قرب وقوع يوم القيامة:
وفي ذلك وردت النصوص الآتية:
قال سبحانه: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (٣٥).
وقال: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (٤٦).
فى آية " الأحقاف " شبَّه مدة لبثهم قبل القيامة بكونها ساعة من نهار.
هكذا: ساعة من نهار.. لم تزد عليه. والساعة الملبوثة " نكرة " من يوم
" نكرة " كذلك، ولعل التنكير هنا مقصود به التقليل، ولتلك القِلة لم يحفظوا