فقد حذف الفاعل وهو " واو جماعة " في: " تَمُوتُنَّ " و " لَتَسْمَعُنَّ ".
لأنه التقى ساكناً مع نون التوكيد الساكنة " الأولى " فحذف للتخلص من التقاء الساكنين. وبقى الضم دليلاً عليه.
ومثاله مع ياء المخاطبة: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا).
هذا قياس مطرد في كل ما كان شأنه كذلك.
وقد نقلت الرواية العربية حذفه لغير هذا في موضعين:
* حذف الفاعل على غير قياس:
أحدهما: في قول العرب: أرسلت، وهم يريدون جاء المطر ولا يذكرون
السماء التي هي فاعل الإرسال.
وثانيهما: قول حاتم الطائى:
أماوِيُّ مَا يُغْنِي الثراءُ عَلى الفَتَى... إذَا حَشْرَجَتْ يَوْماً وَضَاقَ بِهَا الصدْرُ
ومسوغ الحذف في الموضعين قرينة الحال القوية التي لا يلتبس معها معنى
بمعنى، ففى " أرسلت " الفاعل معروف وهو السماء. لأن المطر لا يأتي إلا
من جهتها.
وفي " حشرجت " الفاعل معروف هو " النفس " لأنه لا يُحشرج
ساعة الموت إلا هي.
وقوة القرينة أمر هام بنوا عليه كثيراً من الأساليب والأحكام اللغوية كتركهم
علامة التأنيث في الصفات الخاصة بالمؤنث والتي لا يشاركه فيها المذكر.
مثل: حامل، ومرضع، وحائض.
* *