لعل الصواب في ذلك مع ابن أبى الإصبع. لأن ما ذكره أبو هلال قد عدَّه
العلماء من فن التوشيح. وعرفوه بـ: " أن يأتي المتكلم، باسم مثنى في حشو العجز ثم يأتي تلوه باسمين مفردين هما عين ذلك المثنى يكون الأخيرة منهما قافية بيته، أو سجعة كلامه.. ".
والتوشيع معروف أنه أحد فروع الإطناب الذي هو من مباحث المعاني.
وهذا يقوى وجهة نظر ابن أبى الإصبع.
* سبب الخلط:
ولعل السر في هذا الخلط راجع للأسباب الآتية:
١ - كثرة الكاتبين في الفن البديعي.
٢ - مرونة الفن البديعى نفسه.
٣ - دقة علله وتداخل جهاته.
ولنعرض - الآن - نماذج من صور البديع في القرآن الكريم ثم نعقب ذلك
بفصل نتبين فيه منزلة البديع عامة، وبلاغة البديع في القرآن خاصة.
على أننا في ذكرنا لتلك النماذج سنجعل الأساس في ضبطها ما ذكره
ابن أبى الإصبع في كتابه " بديع القرآن " لأنه حرص على التمثيل لكل فن من
فنونه بنصوص قرآنية.
أما غيره فإن التمثيل بالقرآن ليس بلازم عندهم وهذا
لا يمنع من ذكر آراء الآخرين إذا تطلب ذلك غرض هام.
١ - الطباق:
لم يعرفه ابن أبى الإصبع بل اكتفى بتقسيمه فقال: " الطباق على ضربين:
حقيقي ومجازي.. وكل من الضربين على قسمين: لفظي ومعنوي، فما كان


الصفحة التالية
Icon