بألفاظ الحقيقة أبقوا عليه اسم الطباق. وما كان كله بألفاظ المجاز أو بعضه
سموه تكافؤاً بشرط أن تكون الأضداد لموصوف واحد. فإن كان الضدان
أو الأضداد لموصوفين والألفاظ حقيقية فهو الطباق إن كان الكلام جامعاً بين
ضدين فذين، وإن كانت الأضداد أربعة فصاعداً كان ذلك مقابلة.. فالفرق بين الطباق والمقابلة من وجهين:
أحدهما: أن الطباق لا يكون إلا بالجمع بين ضدين فذين فقط، والمقابلة
لا تكون إلا بما زاد على الضدين من الأربعة إلى العشرة.
" والوجه الثاني: المقابلة تكون بالأضداد وبغير الأضداد ".
والعلماء - ما عدا قدامة بن جعفر - على أن الطباق هو الجمع بين الشيء
وضده، وابن الأثير يُصوب رأى قدامة هذا،
ويرى أن المعنى اللغوي للكلمة ينصره.
ومثل ابن أبى الإصبع للتكافؤ بقوله تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى).
ومن شواهد التكافؤ قوله تعالى: (أوَمَن كَانَ مَيْتاً فَأحْيَيْنَاهُ).
أى ضالاً فهديناه..
وعلى هذا فلا بدَّ أن يكون في الكلام المتضمن التكافؤ استعارة، فإن لم
تكن فيه استعارة فلا تكافؤ.
أما الطباق الحقيقي فهو على ثلاثة أقسام: طباق سلب.
وطباق إيجاب. وطباق ترديد.


الصفحة التالية
Icon