ومثل للأول بقوله تعالى: (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا)
وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٦).
وقوله عزَّ وجلَّ: (تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ).
ومثل للثانى بقوله تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (٤٤) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٤٥).
ثم علق على هذه الآيات فقال: " فانظر إلى فضل هذا الطباق، كيف جمع إلى
الطباق البليغ التسجيع الفصيح لمجىء المناسبة التامة بين فواصل الآي ".
قال: ومما جاءت المطابقة فيه على انفرادها من هذا القسم قوله تعالى:
(اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ)..
أى ما تنقص وما تزيد.
ومن هذا القسم قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣).
فجمع سبحانه للمؤمنين في هذا الوصف بين الفعل والترك..
وهذا كله من طباق الإيجاب المعنوي.
والقسم الثالث - طباق الترديد - قسَّمه أيضاً إلى قسمين: طباق سلب،
وطباق إيجاب.
وعرفه فقال: " أن يرد آخر الكلام الطابق على أوله، فإن لم يكن مطابقاً
فهو رد الأعجاز على الصدر ".


الصفحة التالية
Icon