ومثل للموجب بقوله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٢١٦).
وقد جمعت هذه الآية بين المقابلة وبين طباق السلب المعنوي.
فالمقابلة بين الكراهية والحب، والخير والشر، والطباق بين ثبوت العلم لله، ونفيه عن البَشر.
ولم يمثل لطباق الترديد السلبى، وقد صرح بأن للطباق نوعاً غير ما تقدم
يجتمع فيه الطباق والتكافؤ. ومثل له بقوله تعالى:
(وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٥).
فهمود الأرض واهتزازها ضدان، لأن الهمود سكون خاص، والاهتزاز ههنا
حركة خاصة، وهما مجازان، والربو والإنبات ضدان، وهما حقيقتان، فالأول تكافؤ والثاني طباق.
أما أبو هلال فقد ساق للطباق الآيات الآتية:
(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ)..
وهو من طباق الترديد الموجب
(لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ).. أي من الكفر إلى الإيمان
وهو منَ التكافؤ - حسب ما ذكَره ابن أبى الإصبع.
وقوله تعالى: (بَاطِنُهُ فِيهِ الرحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذَابُ)..
وهذه مقابلة بين الباطن والظاهر، والرحمة والعذاب.
وقوله تعالى: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ)..
وقد جمعت هذه الآية العكس والتبديل إلى الطباق،