وقوله تعالى: (لا يَخْلقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلقُونَ).
وقوله تعالى: (وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (٣).
وهو من طباق السلب الحقيقي المعنوي.
وقوله تعالى: (فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ).
ثم ذكر قوله تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (٤٤).
فقال: " وقد تنازع الناس هذا المعنى.
قال ابن مطير: " تَضْحَكُ الأرْضُ مِنْ بُكَاءِ السَّمَاءِ ".
وقال آخر: " ضَحِكَ المزْن بِهَا ثُمَّ بَكَى ".
وقال آخر:
فَلهُ ابْتِسَامٌ فِى لوَامِع بَرْقِهِ... وَلهُ بُكاً مِنْ وَدْقِهِ المتَسِّربِ
وقال آخر:
لاَتَعْجَبِى يَا سَلمُ مِنْ رَجُلٍ... ضَحِكَ المشِيبُ بِرَأسِهِ فَبَكَى
ثم علق عليها فقال: " فلم يقرب أحد لفظ القرآن في اختصاره وصفائه
ورونقه وبهائه وطلاوته ومائه وكذلك جميع ما في القرآن من الطباق ".
وهذه لمحة نقدية بارعة لم نعثر على مثلها عند ابن أبى الإصبع.
وإن كان هو مولعاً بتحليل الأسلوب القرآني.