* غرابة اللفظ لغرابة المعنى:
ويدخل في هذا الباب من غرابة الألفاظ لغرابة المعاني قوله تعالى:
(كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (٥٠) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (٥١).
وقوله تعالى: (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (٦٥).
وقوله تعالى: (تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (٢٢).
فـ " القسورة " الصياد أو الأسد. وهما أكثر من لفظ: " قسورة " دوراناً
على الألسن ووروداً في الاستعمال.
وهذا مناسب لغرابة نفور العصاة عن الدعوة إلى الطاعة والهدى.
و" رءوس الشياطين " لم يستعمله أحد لأنه لم يقف على حقيقته فجاء
مثالاً لثمار أغرب شجرة تنبت في أصل الجحيم.
وقسمة الإناث للهِ سبحانه والمذكور للكافرين قسمة غريبة فدل عليها بأغرب
لفظة عرفتها لغة العرب.
وهذا ميدان واسع في القرآن الكريم يظهر في حقيقته ومجازه، وما أردنا
بما ذكرنا إلا التدليل والتمثيل.
* * *
٣ - المساواة:
عرَّفها ابن أبى الإصبع بقوله: " أن يكون اللفظ مساوياً للمعاني لا يزيد
عليه ولا ينقص عنه ".
ثم يعلق عليها فيقول: " وهو من أعظم أبواب البلاغة، بل هو بعينه نفس
البلاغة ".