ولنا أن نعتبر هذه العلة فىِ كل الأمثلة التي فيها حذف المضاف وإقامة
المضاف إليه مقامه ففى: َ (حُرِّمَتْ عَليْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ).
أي الاستمتاع بهن. يحمل سر الحذف على إرادة العموم في المفعول.
فيكون المحرم كل ما لا يليق بهن من عقوق وحرمان.
وإساءة في قول أو عمل.
وهذه الأمور وإن حرمت بطرق أُخرى فإن احتمال المقام لها على أنها داخلة فى جملة المحرم هدف من أهداف الأسلوب الحكيم.
هذا في حذف المضاف..
أما حذف المضاف إليه فدونه في الورود ولكنه مثله من حيث إنه دال على
معان كان حذفه من أجلها بلاغة.
ويكثر حذف المضاف إليه إذا كان ياء المتكلم والمضاف منادى.
كما في قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي). فقد حذف المضاف إليه.
وهو " الياء ".
والمضاف وهو " رب " منادى كما ترى. وقد اجتزئ عنه بالكسرة.
وحذف كذلك في المواضع الآتية:
قال تعالى: (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (٩٣) رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٩٤) وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (٩٥) ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (٩٦) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (٩٧) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (٩٨) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩).
فى هذا النص الحكيم حذف المضاف إليه. وهو ياء المتكلم.
والمضاف منادى وهو ما جاء عليه الحذف في الآيات إلا في موضع واحد منها وهذا جائز في اللغة.