عن الناس بقلبه، فإن خشية القلب هي الأصل ﴿وجاء بقلب منيب﴾ أي جاء يوم القيامة بقلب منيب يعني رجاع إلى الله - عز وجل - يعني أنه مات وهو منيب إلى الله فهو كقوله: ﴿ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾ والمعنى أنه بقي على الإنابة والرجوع إلى الله - عز وجل - إلى أن مات، وإلى أن لقي الله، لأن الأعمال بالخواتيم، نسأل الله أن يختم لنا بالخير.
﴿ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود﴾، ادخلوها: أمر، وهل هو أمر إلزام، أو أمر إكرام؟ لا شك أنه أمر إكرام، لأن الآخرة ليس فيها تكليف وإلزام، بل إما إكرام وإما إهانة. فقوله تعالى للمجرمين: ﴿ادخلوا أبوب جهنم﴾ هذا أمر إهانة، وقوله للمؤمنين هنا ﴿ادخلوها بسلام﴾ هذا أمر إكرام وقوله ﴿بسلام﴾، الباء هنا للمصاحبة، والمعنى: دخولاً مصحوباً بسلام، سلام من كل آفة، فأصحاب الجنة سالمون من الأمراض، وسالمون من الهرم، وسالمون من الموت، وسالمون من الغل، وسالمون من الحسد، وسالمون من كل شيء، فأهل الجنة سالمون ﴿لهم ما يشاءون فيها﴾ أي لهؤلاء المتقين ما يشاءون ﴿فيها﴾ أي: في الجنة ﴿ولدينا مزيد﴾ يعني مزيد على ما يتمنون ويشاءون، لأن الإنسان بحكمه مخلوقاً يعجز عن أن يستقصي كل شيء وتنقطع نيته بحيث لا يدري ما يتمنى، لكن هؤلاء أهل الجنة، كل ما يشتهون فيها فإنه موجود طيب، لو اشتهى الإنسان ثمرة معينة كرمان أو عنب أو ما أشبه ذلك يجدها في أي وقت، كل شيء يشتهيه الإنسان ويطلبه فإنه موجود لا ينتهي، بل قال الله - عز


الصفحة التالية
Icon