وجل -: ﴿ولدينا مزيد﴾ يعني نعطيهم فوق ما يشتهون ويتمنون. ومن الزيادة النظر إلى وجه الله - عز وجل - ولهذا استدل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وغيره من أهل العلم بهذه الآية على إثبات رؤية الله - عز وجل - وقال: إن هذه الآية: ﴿لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد﴾. كقوله تعالى: ﴿للذين أحسنوا الحسنى وزيادة﴾، نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم، وأن يرزقنا النظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم.
﴿وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشاً فنقبوا في البلد هل من محيص﴾ لما كانت قريش تكذب النبي عليه الصلاة والسلام وتنكر البعث، وتقول: ﴿أءذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أءنا لمبعوثون﴾ حذرهم الله - عز وجل - أن يقع بهم ما وقع بمن سبق من الأمم، فقال: ﴿وكم أهلكنا قبلهم من قرن﴾ أي: كثيراً من القرون أهلكناهم، والقرن هنا بمعنى القرون، كما قال تعالى: ﴿وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح﴾ فأمم كثيرة أهلكها الله - عز وجل - لما كذبت الرسل ﴿فنقبوا في البلد﴾ أي: بحثوا في البلاد يريدون المفر واالجأ من عذاب الله، ولكنهم لم يجدوا مفراً، ولهذا قال: ﴿هل من محيص﴾ أي لا محيص لهم ﴿ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد﴾ فما أصاب القوم الذين كذبوا الرسل أولاً يصيب من كذب ثانياً؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: ﴿أفلم يسيروا في الأَرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها﴾


الصفحة التالية
Icon