المطر، فالجواب صحيح، فيدخل فيه المطر وغيره، وقوله: ﴿وما توعدون﴾ يعني وفيه الذي توعدون، والذي نوعد الجنة، فالجنة في السماء وليست في الأرض، ولهذا قال الله تعالى في قصة آدم: ﴿قلنا اهبطوا منها﴾. والهبوط يكون من أعلى إلى أسفل، فالجنة في السماء، وقد أخبر النبي ﷺ أن الجنة درجات، وأن أعلاها الفردوس، وأنه أعلاها وأوسطها أيضاً، وهو إشارة إلى أن الجنات مثل القبة أعلاها هو وسطها، قال: «منه تفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن» (١) إذن هي أعلى شيء، - نسأل الله أن يجعلنا من ساكنيها إنه على كل شيء قدير -، فالذي نوعد هو الجنة، فالرزق في السماء، والجنة التي نوعدها في الآخرة في السماء، إذا نحن أهل الأرض محتاجون إلى السماء في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ففي السماء رزقنا في الدنيا، وفيها ما نوعد في الآخرة وهو الجنة، نسأل الله أن يجعلنا من أهلها.
﴿فورب السماء والأَرض إنه لحق مثل مآ أنكم تنطقون﴾ الفاء عاطفة، والواو للقسم، ورب السماء والأرض هو الله - عز وجل - أقسم بنفسه تبارك وتعالى بمقتضى ربوبيته للسماء والأرض، أن ما يوعدون حق؛ لأنه قال: ﴿وفي السماء رزقكم وما توعدون﴾ ﴿فورب السماء والأَرض﴾ أي: ما توعدون. ويحتمل أن يكون الضمير عائداً للقرآن، ويحتمل أيضاً أنه عائد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والمعاني الثلاثة كلها متلازمة، وقوله: ﴿إنه لحق﴾ أي: ثابت، لأن الحق والباطل
_________
(١) أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب درجات المجاهدين في سبيل الله (٢٧٩٠).