متقابلان، فالباطل هوالزائل الضائع سداً، والحق هو الثابت الذي فيه الفائدة، وفيه الخير والصلاح، وقوله: ﴿مثل مآ أنكم تنطقون﴾ يعني كما أن الإنسان يتيقن نطقه، فإن هذا القرآن حق، ومعلوم أن كل واحد منا لا ينكر نطقه، وإذا نطق تيقن أنه نطق، إذن هذا القرآن كلام الله - عز وجل - حق مثلما أن نطقنا حق.
﴿هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين﴾ الخطاب ليس للنبي ﷺ فحسب، بل له، ولكل من يتأتى خطابه ويصح توجيه الخطاب إليه، كأنه قال: هل أتاك أيها المخاطب ﴿حديث ضيف إبراهيم المكرمين﴾ والاستفهام هنا للتشويق، كأنه يشوقك إلى أن تسمع هذا الحديث، ونظيره في التشويق قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم﴾. ليس المراد بهذا الاستفهام أنه يستفهم، لكنه أراد أن يشوق المخاطبين إلى ذلك، ويكون الاستفهام للتهديد والإنذار والتخويف في مثل قوله تعالى: ﴿هل أتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة﴾
فإذا قال قائل: أي شيء يدلنا على أن الاستفهام للتشويق، أو للتهديد، أو للاستخبار أو ما أشبه ذلك؟
نقول: الذي يدلنا على هذا السياق وقرائن الأحوال، والعاقل يفهم هذا وهذا، ﴿هل أتاك حديث﴾ أي: خبر ﴿ضيف إبراهيم﴾، ضيف هنا مفرد، لكنه يستوي فيه الجماعة والواحد، وهم جماعة ملائكة كرام عليهم الصلاة والسلام، ﴿ضيف إبراهيم﴾ يعني الذين نزلوا ضيوفاً عنده، وإبراهيم هو الخليل عليه الصلاة


الصفحة التالية
Icon