والعزى ومناة، وهبل وغيرها من الأصنام المعروفة عند العرب، ولهذا قال: ﴿سبحان الله عما يشركون﴾ فنزه الله سبحانه وتعالى نفسه عما يشرك به هؤلاء، ليبين أن هذه الأصنام باطلة، وأن الله منزه عن كل شريك.
﴿وإن يروا كسفاً من السماء سقطاً يقولوا سحاب مركوم﴾ الكسف معناه قطع العذاب، ﴿يقولوا سحاب مركوم﴾ وهذا يدل على أنهم يرون أنهم على حق، وأنهم غير مستحقين للعذاب، وأن هذا الكسف النازل قطع العذاب ما هي إلا سحب متراكمة، وهذا كقول عاد حين رأوا الرياح مقبلة عليهم قالوا: ﴿هذا عارض ممطرنا﴾. لأن هؤلاء المكذبين - والعياذ بالله - معاندون يرون أنهم على حق، وأنهم غير مستحقين للعذاب، فإذا رأوا العذاب قالوا: هذا شيء عادي، ولن نهابه ولن نخافه، قال الله تعالى: ﴿فذرهم﴾ أتركهم ﴿في خوضهم﴾ بأقوالهم ﴿يلعبون﴾ بأفعالهم ويلهون في الدنيا ويرون أنهم على حق ﴿حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون﴾ وهو يوم موتهم، يعني اترك هؤلاء فإن مآلهم إلى الموت وإن فروا، وهم إذا لاقوا يومهم الذي يوعدون عرفوا أنهم على باطل، وأن محمداً ﷺ على الحق ﴿يوم لا يغنى عنهم كيدهم شيئاً ولا هم ينصرون﴾ فإذا جاءهم الموت ما أغنى عنهم كيدهم شيئاً؛ لأنهم في قبضة الله، وقد انتهى استعتابهم، وليس أمامهم إلا العذاب ﴿وإن للذين ظلموا﴾ والمراد بهم الكفار، قال الله تعالى: ﴿والكافرون هم الظالمون﴾. ﴿عذاباً دون ذلك﴾، يعني دون عذاب الموت، وهو ما أصيبوا به من الجدب والقحط والخوف


الصفحة التالية
Icon