المفسدين المحاربين لله ورسوله، إذا تابوا قبل القدرة عليهم سقط عنهم العذاب، واستدلوا بأن الله ختم الآية بقوله: ﴿فاعلموا أن الله غفور رحيم﴾ أي قد غفر لهم فرحمهم، وهذه مسألة ينبغي لطالب العلم أن ينتبه لها في الآيات، إن ختم الآية بعد ذكر الحكم دليل على ما تقتضيه هذه الأسماء التي ختمت بها الآية، ولهذا قرأ رجل فقال: ﴿والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله غفور رحيم﴾ فسمعه أعرابي عنده فقال له: أعد الآية، فأعادها وقال: ﴿والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله غفور رحيم﴾ قال له: أعد الآية، فأعادها فقال:... ﴿والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم﴾ فقال: الآن أصبت، ثم علل فقال: لأنه لو غفر ورحم ما قطع، ولا تتناسب المغفرة والرحمة مع القطع، لكنه عز وحكم فقطع، فتأمل هذا الفهم فإنه مفيد جدًّا، والشاهد من هذا أن قوله تعالى: ﴿ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم والله غفور رحيم﴾ يدل على أن الله غفر لهم ورحمهم.
ثم قال الله - تبارك وتعالى -: ﴿يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا﴾ تقدم الكلام على قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ :﴿إن جاءكم فاسق﴾ الفاسق هو من انحرف في دينه وعقيدته ومروءته، وضده العدل وهو من استقام في دينه ومروءته، فإذا جاءنا فاسق منحرف في دينه ومروءته بمعنى أنه مصر على المعاصي تارك للواجبات، لكنه لم يصل إلى حد


الصفحة التالية
Icon