الباقي؟ قال: باقي التاريخ، قل: في اليوم الفلاني. أنت الآن ذكرت المكان، وذكرت العمل، فاذكر التاريخ قل: في اليوم الفلاني، من الشهر الفلاني، من السنة الفلانية. فانتبه الرجل فقال: هل أنت تعلم ربك بنيتك؟ الله أعلم بنيتك ﴿يعلم خائنة الأَعين وما تخفي الصدور﴾ وعند الصيام مثلاً إذا تسحر الإنسان وأراد أن يصوم فإنه لا يقول: اللهم إني نويت الصيام من الليل؟ لأن هذا من البدع، بقي أن يقال في الحج هل تقول: اللهم إني نويت العمرة، أو نويت الحج، أو نية القران أو التمتع؟ لا تقل هذا، حتى عندما تغتسل وتلبس الإحرام، لا تقل: اللهم إني نويت العمرة أو نويت الحج، تكفي التلبية لأنك سوف تقول: لبيك عمرة، إن كنت في عمرة، أو لبيك حجًّا، إن كنت في حج، أو لبيك عمرة وحجًّا، إن كنت قارناً، فلا حاجة إلى التلفظ بالنية فكل العبادات لا ينطق فيها بالنية، ولهذا قال عز وجل: ﴿هو أعلم بمن اتقى﴾.
﴿أفرأيت الذي تولى﴾ الخطاب في قوله: ﴿أفرأيت﴾ للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويجوز أن يراد به كل من يتوجه إليه الخطاب، فيكون المعنى على الأول: أفرأيت يا محمد، وعلى القول الثاني: أفرأيت أنت أيها المخاطب أي أخبرني وكلما جاءت (أرأيت) في القرآن فهي بمعنى أخبرني ﴿الذي تولى﴾، أي: عن طاعة الله - عز وجل - وعن الإيمان بالله ورسوله ﷺ وعن إقامة شعائر الإسلام، ﴿وأعطى قليلاً وأكدى﴾ يعني أحياناً يعطي، وإذا أعطى أعطى قليلاً، وأحياناً