التعظيم والتهويل والتفخيم، كما في هذه الآية.
﴿فبأي آلاء ربك تتمارى﴾ الاستفهام هنا للتوبيخ و ﴿آلاء﴾ : النعم، و ﴿تتمارى﴾ أي: تتشكك، أي: بأي نعم الله تتشكك أيها الإنسان، إذ إن الواجب أن الإنسان يقر بنعم الله ويشكر الله عليها، لا أن يتشكك، ويقول: هذا من عملي. هذا من كذا. هذا من كذا، كما كانت العرب تقول: مطرنا بنوء كذا وكذا، يعني بالنجم وينسون الخالق - عز وجل - ثم قال - جل وعلا -: ﴿هذا نذير من النذر الأُولى﴾ المشار إليه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ﴿نذير﴾ بمعنى منذر، والمنذر هو الذي يعلم بالشيء على وجه التخويف، لأن الإنذار هو إعلام بتخويف، والبشارة إعلام برجاء: ﴿هذا نذير من النذر الأُولى﴾ ولم يقل بشير؛ لأن المقام لا يقتضي إلا ذكر الإنذار، إذ إن الله تحدث من أول السورة إلى آخرها عن قريش، وتكذيبها للرسول ﷺ وعبادتها للأصنام، فيقول محمد ﷺ ﴿نذير من النذر الأُولى﴾ أي: من الرسل السابقين، وكما أن الذين كذبوا الرسل حل بهم العقاب والنكال فأنتم أيها المكذبون لرسول الله ﷺ يوشك أن يحل بكم النكال والعقوبة، لأن محمداً ﷺ مثل غيره نذير من النذر، فإذا كان نذير من النذر فإن من كذبه سوف يقع به مثل ما وقع بالأمم السابقة ﴿أزفت الآزفة﴾ أي: قربت القيامة، ومنه قول الشاعر:
أزف الترحل غير أن ركابنا لما تزل برحالنا وكأن قد
فالآزفة هي القيامة، لأن الساعة قريبة، كما قال الله


الصفحة التالية
Icon