وقيل: إن الاستفهام للأمر، وأن المعنى فادكروا، وسواء قلنا للتشويق أو للأمر، فإن الواجب علينا أن نتذكر وأن نخشى من عقاب الله تبارك وتعالى، وعقاب الله تعالى لهذه الأمة خاصة لا يمكن أن يشملهم جميعاً، لكن قد يشمل مناطق معينة تؤخذ بالعذاب بما فعل السفهاء منهم، كما قال الله تعالى: ﴿واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب﴾ ﴿فكيف كان عذابي ونذر﴾ كيف هنا للتفخيم والتعجب، يعني: ما أعظم العذاب والنذر! وقيل: إن الاستفهام للتقرير، يعني أن الله يقررنا بالعذاب وبالنذر، لكن المعنى الأول أقرب للتفخيم والتعظيم، أي ما أعظم عذابي النازل بأعدائي، وما أعظم نذري التي تنذر وتخوف من العقاب أن ينزل بمن خالف، فهذا العذاب الذي حصل لقوم نوح عذاب يعتبر من النذر المخوفة لنا من مخالفة أمر الله ورسوله، ﴿ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر﴾ يعني سهلنا، والقرآن هو كتاب الله الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وسمي قرآناً، لأنه يقرأ أي يتلى، وقوله ﴿للذكر﴾، قال بعضهم: للحفظ، وأن القرآن ميسر لمن أراد أن يحفظه، وقيل: يسر معانيه لمن تدبر، ويسر ألفاظه لمن حفظ، وقيل المراد بالذكر الادكار والاتعاظ، يعني أن من قرأ القرآن ليتذكر به ويتعظ به سهل عليه ذلك واتعظ وانتفع، وهذا المعنى أقرب للصواب بدليل قوله: ﴿فهل من مدكر﴾ يعني: هل أحد يدكر، مع أن الله سهل القرآن للذكر، أفلا يليق بنا وقد سهل الله القرآن للذكر أن نتعظ ونتذكر؟ بلى هذا هو اللائق، فهل من مدكر.


الصفحة التالية
Icon