يتلف، وهذا من آيات الله - عز وجل - وتمام قدرته وسلطانه ﴿إنما أمره إذآ أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون﴾ فكانوا كهشيم المحتضر ﴿ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر﴾ سبق تفسيرها، والمعنى أن الله تعالى يسر القرآن، أي يسر معانيه لمن تدبره، ويسر ألفاظه لمن حفظه، فإذا اتجهت اتجاهاً سليماً للقرآن للحفظ يسره الله عليك، وإذا اتجهت اتجاهاً حقيقيًّا إلى التدبر وتفهم المعاني يسره الله عليك ﴿ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر﴾ وهل للتشويق، يشوقنا الله - عز وجل - إلى أن ندكر القرآن فنتعظ به، جعلنا الله ممن يتلونه حق تلاوته لفظاً ومعنى وعملاً، إنه على كل شيء قدير.
﴿كذبت قوم لوط﴾ قوم لوط هم أناس كفروا بالله - عز وجل - وأشركوا به، وكان مما اختصوا به من المعاصي هذه الفعلة القبيحة الشنيعة وهي اللواط، أي إتيان الذكر، وحذرهم نبيهم من هذا وقال لهم ﴿أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون﴾ ولكنهم - والعياذ بالله - استمروا على هذا حتى جاءهم العذاب ﴿بالنذر﴾ النذر: جمع نذير، وهي الكلمات التي أنذرهم بها لوط عليه الصلاة والسلام، وجمعها يدل على أنه كان يكرر عليهم هذا، ولكنهم أبوا وأصروا على هذا الفعل، فبين الله عقوبتهم بقوله: ﴿إنا أرسلنا عليهم حاصباً إلا آل لوط نجيناهم بسحر﴾ ﴿حاصباً﴾ أي: شيئاً يحصبهم من السماء، أمطر الله عليهم حجارة من سجيل، فهدمت بيوتهم حتى كان عاليها سافلها، لأن البناء إذا تهدم صار أعلاه أسفله {إلا آل


الصفحة التالية
Icon