لوط}، آل لوط هم أهل بيته، إلا زوجته كما قال تعالى: ﴿فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين﴾ وانظر نبي يبعث إلى قومه ولم يتبعه إلا آل بيته إلا امرأته أيضاً فكانت كافرة ومع ذلك فهو صابر حتى أذن له بالخروج ﴿نجيناهم بسحر﴾ أي: في السحر بالصباح، وذلك أن هؤلاء القوم أخذهم العذاب صباحاً، كما ابتدأ عذاب عاد بالصباح، سبع ليال وثمانية أيام حسوماً، لأنه ابتدأ بالصباح فأخذهم العذاب - والعياذ بالله - في الصباح، فأهلكهم الله ﴿نعمةً من عندنا﴾، أي: أنعمنا على آل لوط نعمة من عند الله - عز وجل - من وجهين:
الوجه الأول: أن الله أنجاهم.
والوجه الثاني: أن الله أهلك عدوهم، لأن إهلاك العدو من نعمة الله، فصارت نعمة الله على آل لوط بالنجاة وإهلاك العدو ﴿كذلك نجزي من شكر﴾ أي: مثل هذا الجزاء، وهو الإنجاء والنعمة ﴿نجزي من شكر﴾ نعمة الله، وشكر نعمة الله تعالى هي القيام بطاعته، وليست مجرد قول الإنسان: أشكر الله، بل لابد من القيام بالطاعة، ولهذا من قال أشكر الله، وهو مقيم على معاصيه فإنه ليس بشاكر، بل هو كافر بالنعمة مستهزئ بالله - عز وجل -، إذ إن مقتضى النعمة أن يشكر الله، ولكنه عكس الأمر، قال الله تعالى: ﴿ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرًا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار﴾ فكل من شكر الله فإن الله تعالى ينجيه ويهلك عدوه، ﴿ولقد أنذرهم بطشتنا﴾ يعني أن لوطاً عليه الصلاة والسلام أنذر قومه البطشة، وهي الأخذ بالقوة


الصفحة التالية
Icon