عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به» (١)
ولهذا يجب علينا أن نحترز من هذا غاية الاحتراز، وأن نتفقد أبناءنا أين ذهبوا ومن أين جاءوا، ومَن أصدقاءهم، وهل هم على الاستقامة أو لا؛ حتى نحمي المجتمع من هذا العمل الخبيث، ثم قال - عز وجل -: ﴿ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر﴾ يسر الله - عز وجل - القرآن للذكر لحفظه ولفهم معناه، وهذا الخبر يراد به الحث على حفظ القرآن وعلى تدبر معناه؛ لأنه ميسر سهل، وأنت جرب تدبَّر في آيات الله - عز وجل - لتفهم معناها، وانظر كيف ييسر الله - عز وجل - لك فهمها حتى تفهم منها ما لا يفهمه كثير من الناس، ولهذا قال ﴿فهل من مدكر﴾ ؟ والاستفهام هنا للتشويق، والمعنى هل أحد يدكر ويتعظ بما في القرآن الكريم.
﴿ولقد جاء ءال فرعون النذر كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر﴾ الجملة مؤكدة بالقسم المقدر واللام وقد، ﴿ولقد جاء ءال فرعون النذر﴾ يعني قومه وعلى رأسهم فرعون، كما أخبر الله تعالى في آيات أخرى متعددة أنه أرسل موسى إلى فرعون وملئه، والنذر قيل: بمعنى الإنذار والتخويف. وقيل: إنه جمع نذير وهو كل ما ينذر به العبد، والمراد به الآيات التي جاء بها موسى، كما قال الله تعالى: ﴿ولقد ءاتينا موسى تسع ءايات بينات﴾ وهذا الأخير هو الصحيح أن النذر جمع نذير، وليست بمعنى الإنذار، ويدل لهذا قوله ﴿كذبوا بآياتنا كلها﴾ أي: كل الآيات الدالة
_________
(١) تقدم (ص ٨٦)..