أفنان} أي صاحبتا أفنان، والأفنان جمع فنن وهو الغصن، أي أنهما مشتملتان على أشجار عظيمة ذواتي أغصان كثيرة وهذه الأغصان كلها تبهج الناظرين ﴿فبأي ءالآء ربكما تكذبان﴾، ثم قال ﴿فيهما عينان تجريان﴾ أي: في الجنتين عينان تجريان، وقد ذكر الله تعالى أن في الجنة أنهاراً من أربعة أصناف، فقال - جل وعلا -: ﴿مثل الجنة التى وعد المتقون فيهآ أنهار من ماء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى﴾ والعينان اللتان تجريان، يظهر - والله أعلم - أنهما سوى هذه الأنهار الأربعة ﴿فبأي ءالآء ربكما تكذبان﴾ وقوله: ﴿فيهما من كل فاكهة زوجان﴾ أي: في هاتين الجنتين من كل فاكهة، والفاكهة كل ما يتفكه الإنسان به مذاقاً ونظراً، فيشمل أنواع الفاكهة الموجودة في الدنيا، وربما يكون هناك فواكه أخرى ليس لها نظير في الدنيا، ﴿فبأي ءالآء ربكما تكذبان﴾ ﴿متكئين على فرش بطآئنها من إستبرق وجنى الجنتين دان﴾ أي: يتنعمون بهذه الفاكهة حال كونهم متكئين، وعلى هذا فكلمة متكئين حال من فاعل والفعل المحذوف، أي: يتنعمون ويتفكهون، متكئين، والاتكاء قيل: إنه التربع، لأن الإنسان أريح ما يكون إذا كان متربعاً، وقيل ﴿متكئين﴾ أي: معتمدين على مساند من اليمين والشمال ووراء الظهر ﴿على فرش﴾ يعني جالسين ﴿على فرش
بطآئنها من إستبرق﴾ يعني بطانة الفراش وهو ما يدحى به الفراش من استبرق وهو غليظ الديباج، وأما أعلى هذه الفرش فهو من سندس، وهو رقيق الديباج، وكله من الحرير ﴿وجنى الجنتين دان﴾ تأمل أو تصور هذه الحال إنسان متكىء مطمئن