الكتاب المكنون، فقيل: إنه اللوح المحفوظ لقوله تعالى: ﴿بل هو قرءان مجيد في لوح محفوظ﴾.
وقيل: المراد به الكتب التي بأيدي الملائكة كما قال تعالى: ﴿فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة﴾ وهذا القول رجحه ابن القيم - رحمه الله - في كتابه «التبيان في أقسام القرآن» وأكثر المفسرين على أن المراد به اللوح المحفوظ.
﴿لا يمسه﴾ أي: لا يمس هذا الكتاب المكنون ﴿إلا المطهرون﴾ وهم الملائكة طهرهم الله تعالى من الشرك والمعاصي، ولهذا لا تقع من الملائكة معصية، بل هم ممتثلون لأمر الله قائمون به على ما أراد الله، وذهب بعض المفسرين إلى قول غريب، وقالوا: المراد بقوله: ﴿لا يمسه إلا المطهرون﴾ أي لا يمس القرآن إلا طاهر، ولكن هذا قول ضعيف لا تدل عليه الآية (١)، لأنه لو كان المراد ذلك لقال (إلا المتطهرون) يعني المتطهرين ولكنه قال: ﴿المطهرون﴾ أي من قبل الله - عز وجل -، فهذا القول ضعيف، ولولا أنه يوجد في بعض التفاسير التي بأيدي الناس ما تعرضنا له، لأنه لا قيمة له، والصواب أن المراد بذلك الملائكة، فإن قلنا: إن المراد بالكتاب المكنون الصحف التي بأيديهم فواضح في قوله: ﴿لا يمسه إلا المطهرون﴾ وإذا قيل المراد به اللوح المحفوظ فكذلك المطهرون قد يمسونه بأمر الله - عز وجل -، وقد لا يمسونه.
_________
(١) انظر حكم مس المصحف بغير طهارة في فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ - رحمه الله تعالى - (١١/٢١٢).