بقوة وقد يظن ظان أن الأيد هنا جمع يد، وليس كذلك لأن أيد مصدر (آد) يئيد اي قوي. ﴿رفع سمكها فسواها﴾ رفعه يعني عن الأرض ورفعه عز وجل بغير عمد كما قال الله تعالى: ﴿الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها﴾ [الرعد: ٢]. ﴿فسواها﴾ أي جعلها مستوية تامة كاملة كما قال تعالى في خلق الإنسان: ﴿يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك﴾ [الانفطار: ٦، ٧]. فسواك: أي جعلك سويًّا تام الخلقة، فالسماء كذلك سواها الله عز وجل. ﴿وأغطش ليلها﴾ أغطشه أي أظلمه، فالليل مظلم، قال الله تعالى: ﴿وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة﴾ [الإسراء: ١٢]. ﴿وأخرج ضحاها﴾ بينه بالشمس التي تخرج كل يوم من مطلعها وتغيب من مغربها. ﴿والأرض بعد ذلك﴾ أي بعد خلق السماوات والأرض ﴿دحاها﴾ بين سبحانه هذا الدحو بقوله: ﴿أخرج منها ماءها ومرعاها﴾ وكانت الأرض مخلوقة قبل السماء كما قال الله تعالى: ﴿قل أئِنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين.
وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدَّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين. ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين. فقضاهن سبع سماوات في يومين﴾ [فصلت: ٩ ـ ١٢]. فالأرض مخلوقة من قبل السماء لكن دحوها وإخراج الماء والمرعى منها كان بعد خلق السماوات. ﴿والجبال أرساها﴾ أي جعلها راسية في الأرض فلا تنسفها الرياح مهما قويت، وهي أيضاً تمسك الأرض لئلا تضطرب بالخلق كما قال تعالى: ﴿وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم﴾. ﴿متاعاً لكم ولأنعامكم﴾ أي جعل الله تعالى ذلك متاعاً لنا نتمتع به فيما نأكل ونشرب، ولأنعامنا أي مواشينا من الإبل والبقر والغنم وغيرها. التي تدر علينا وتنمو بها أموالنا.