عطاء: هي الراعية، يقال: أسمت الماشية وسومتها، إذا رعيتها.
فهي مسامة ومسومة، ومنه قوله تعالى: ﴿فِيهِ تُسِيمُونَ﴾ [النحل: ١٠].
وقال في رواية الوالبي: هي المعلمة من السيما التي هي العلامة.
ومعنى العلامة ههنا: الكي في قول المؤرج، والبلق في قول ابن كيسان، والشية في قول قتادة.
قوله: ﴿وَالأَنْعَامِ﴾ [آل عمران: ١٤] جمع نعم، والنعم من الإبل والبقر والغنم، ﴿وَالْحَرْثِ﴾ [آل عمران: ١٤] الأرض المهيأة للزراعة، قوله: ﴿ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [آل عمران: ١٤] يعني ما ذكر من هذه الأشياء، وهي مما يتمتع به في الدنيا، ﴿وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ [آل عمران: ١٤] أي: المرجع، يقال: آب الرجل ويئوب أوبة وأيبة وإيابا.
وفي هذا ترغيب فيما عند الله من الجنة والثواب، إذ ذكر أن عنده حسن المآب.
ثم أعلم أن خيرا من جميع ما في الدنيا ما أعده لأوليائه، فقال: ﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {١٥﴾ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٦﴾ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ﴿١٧﴾ } [آل عمران: ١٥-١٧] ﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ﴾ [آل عمران: ١٥] قل لهم يا محمد: أأخبركم ﴿بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ﴾ [آل عمران: ١٥] الذي ذكرت؟ ﴿لِلَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ [آل عمران: ١٥] قال ابن عباس: يريد المهاجرين والأنصار، أراد الله أن يعزيهم ويشوقهم إلى المعاد، ويدخل في هذا كل من آمن بالله واتقى الشرك.