دبر فلان القوم يدبرهم دبرا ودبورا.
إذا كان آخرهم، قال الكلبي: دابر القوم دابرهم الذي يختلف في آخر القوم.
والمعنى: أنهم استؤصلوا بالعذاب فلم تبق منهم باقية.
قوله: ﴿وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: ٤٥] قال الزجاج: حمد الله نفسه على أن قطع دابرهم، لأن ذلك نعمة على الرسل الذين كذبوهم، فذكر الحمد ههنا تعليم لهم ولمن آمن بهم أن يحمدوا الله على كفايته شر الذين ظلموا، وليحمد محمد وأصحابه ربهم إذا أهلك المشركين المكذبين.
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ {٤٦﴾ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ ﴿٤٧﴾ } [الأنعام: ٤٦-٤٧] قوله: قل أرأيتم: أيها المشركون ﴿إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ﴾ [الأنعام: ٤٦] أي: أذهبها أصلا حتى لا تبصروا ولا تسمعوا، ﴿وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ﴾ [الأنعام: ٤٦] حتى لا تعرفوا شيئا مما تعرفون من أمور الدنيا، ﴿مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ﴾ [الأنعام: ٤٦] أي: بما أخذ منكم، يعني: هل يقدر أحد على رد هذه الأعضاء عليكم غير الله؟ وهذا كقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ﴾ [البقرة: ٢٠].
وقوله: ﴿انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ﴾ [الأنعام: ٤٦] نبين لهم في القرآن العلامات التي تدل على توحيد الله ونبوة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ﴿ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ﴾ [الأنعام: ٤٦] قال ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة: ثم هم يعرضون.
والصدوف: الميل عن الشيء، يقال: صدف.
إذا عدل ومال.
﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً﴾ [الأنعام: ٤٧] قال ابن عباس، والحسن: ليلا أو نهارا.
﴿هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الأنعام: ٤٧] قال الزجاج: هل يهلك إلا أنتم ومن أشبهكم لأنكم كفرتم وعاندتم، فقد علمتم أنكم ظالمون.


الصفحة التالية
Icon