وهذا معنى قول ابن عباس والمفسرين: شارك المسلمين المشركون في الطيبات في الحياة الدنيا، فأكلوا من طيبات طعامها، ولبسوا من خيار ثيابها، ونكحوا من صالح نسائها، ثم يخلص الله تعالى الطيبات في الآخرة للذين آمنوا، وليس للمشركين فيها شيء.
وقرأ نافع: خالصةٌ رفعا على أنه خبر بعد خبر كما تقول: زيد عاقل لبيب.
والمعنى: قل هي ثابتة للمؤمنين في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة.
قوله: ﴿كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ﴾ [الأعراف: ٣٢] نبينها، لقوم يعلمون: أني أنا الله لا شريك لي.
قوله: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأعراف: ٣٣] قال ابن عباس: يريد: سر الزنا وعلانيته.
والإثم: قال الضحاك: الذنب الذي لا حد فيه.
وقال السدي: الإثم المعصية.
وقال عطاء: يريد الخمر.
قال ابن الأنباري: الإثم لا يكون من أسماء الخمر، لأن العرب ما سمتها إثما قط، لا في الجاهلية ولا في الإسلام ولكن قد تكون الخمر داخلة تحت الإثم كقوله: ﴿قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ﴾ [البقرة: ٢١٩].
والبغي ظلم الناس وهو أن يطلب ما ليس له، و ﴿وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾ [الأعراف: ٣٣] قال مقاتل: ما لم ينزل به كتابا فيه حجة بأن معه شريكا.
﴿وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ٣٣] يعني: من تحريم الحرث والأنعام.
في قول مقاتل، وقال غيره: هذا عام في تحريم القول في الدين من غير يقين.
قوله: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ﴾ [الأعراف: ٣٤] قال عطاء،


الصفحة التالية
Icon