يعني التبذير والإنفاق فيما لا يصلح.
وقوله: فتقعد ملوما قال السدي: تلوم نفسك وتلام محسورا.
قال ابن عباس: ليس عندك شيء.
يقال: حسرت الرجل بالمسألة أحسره إذا أفنيت جميع ما عنده.
﴿إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾ [الإسراء: ٣٠] يوسع على من يشاء، ويضيق على من يشاء، ﴿إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا﴾ [الإسراء: ٣٠] حيث أجرى رزقهم على ما علم فِيهِ صلاحهم.
قوله ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ﴾ [الإسراء: ٣١] مفسر فِي ﴿ [الأنعام إلى قوله:] إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْأً كَبِيرًا﴾ [سورة الإسراء: ٣١] أي: إثما كبيرا، يقال: خطئ يخطأ خطأ، أي أثم، وقرأ ابن عامر خطأ بالفتح، وهو اسم من أخطأ، وقد جاء أخطأ بمعنى خطئ، أي أثم، وإذا كان كذلك كان خطئا بمعنى خطأ، وقرأ ابن كثير خطأ بكسر الخاء ممدودا، وهو بعيد لا وجه له.
قوله ﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى﴾ [الإسراء: ٣٢] الآية،
٥٤٤ - سَمِعْتُ الأُسْتَاذَ أَبَا عُثْمَانَ الْحِيرِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَوَ عُثْمَانَ بْنَ الْخَطَّابِ، الْمَعْرُوفَ بِأَبِي الدُّنْيَا، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: فِي الزِّنَا سِتُّ خِصَالٍ؛ ثَلاثٌ فِي الدُّنْيَا، وَثَلاثٌ فِي الآخِرَةِ، فَأَمَّا فِي الدُّنْيَا فَيُذْهِبُ بِنُورِ الْوَجْهِ، وَيَقْطَعُ الرِّزْقَ، وَيُسْرِعُ الْفَنَاءَ، وَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الآخِرَةِ: فَغَضَبُ الرَّبِّ، وَسُوءُ الْحِسَابِ، وَالدُّخُولُ فِي النَّارِ "
قوله: ﴿وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ﴾ [الإسراء: ٣٣] قال المفسرون: حقها الذي تقتل به كفر بعد إسلام، أو زنا بعد إحصان، أو قتل نفس مؤمنة بتعمد.
﴿وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا﴾ [الإسراء: ٣٣] يعني بغير إحدى هذه الخصال، ﴿فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ﴾ [الإسراء: ٣٣] يعني لوارثه الذي له المطالبة بدمه، سلطانا قال مجاهد: سلطانه حجته التي جعلت له أن يقتل قاتله.
وقال الضحاك: هو أنه


الصفحة التالية
Icon