تَسْتَطِيعُ قَبْضَ الأَنْفُسِ عِنْدَ الْوَبَاءِ، هَهُنَا عِشْرُونَ أَلْفٍ وَهَهُنَا كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ: تُزْوَى لِيَ الأَرْضُ حَتَّى كَأَنَّهَا بَيْنَ فَخِذَيَّ فَأَلْتَقِطُهُمْ بِيَدِي
٧٣٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُفَضَّلِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ، أنا أَبُو عُمَارَةَ الْبَغْدَادِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ سِنَانٍ الرَّقِّيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأَمْرَاضُ وَالأَوْجَاعُ كُلُّهَا بَرِيدُ الْمَوْتِ وَرُسُلُ الْمَوْتِ، فَإِذَا جَاءَ الأَجَلُ أَتَى مَلَكُ الْمَوْتِ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْعَبْدُ، كَمْ خَبَرٍ بَعْدَ خَبَرٍ، وَكَمْ رَسُولٍ بَعْدَ رَسُولٍ، وَكَمْ بَرِيدٍ بَعْدَ بَرِيدٍ، أَنَا الْخَبَرُ لَيْسَ بَعْدِي خَبَرٌ، وَأَنَا الرَّسُولُ لَيْسَ بَعْدِي رَسُولٌ، أَجِبْ رَبَّكَ طَائِعًا، أَوْ مُكْرَهًا، فَإِذَا قَبَضَ رُوحَهُ تَصَارَخُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: عَلَى مَنْ تَصْرُخُونَ؟ وَعَلَى مَنْ تَبْكُونَ؟ فَوَاللَّهِ مَا ظَلَمْتُ لَهُ أَجَلا، وَلا أَكَلْتُ رِزْقًا؛ بَلْ دَعَاهُ رَبُّهُ فَلْيَبْكِ الْبَاكِي عَلَى نَفْسِهِ، فَإِنَّ لِي فِيكُمْ عَوَدَاتٌ وَعَوَدَاتٌ حَتَّى لا أُبْقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا "
وقوله: ﴿ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [العنكبوت: ٥٧] أي: تصيرون إليه أحياء فيجزيكم بأعمالكم.
ثم أخبر عن حالهم في القيامة وعند الحساب، فقال: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ {١٢﴾ وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٣﴾ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٤﴾ } [السجدة: ١٢-١٤] ولو ترى يا محمد، إذ المجرمون قال مقاتل: يعني كفار مكة.
﴿نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ [السجدة: ١٢] مطأطئوها حيا وندما، يقولون ﴿رَبَّنَا أَبْصَرْنَا﴾ [السجدة: ١٢] ما كنا ننكر، وسمعنا فارجعنا إلى الدنيا، نعمل صالحا نقول لا إله إلا الله، إنا موقنون قال ابن عباس: اتقوا ذلك اليوم ما كانوا ينكرون في الدنيا.
ثم أخبر أنه إنما يؤمن من قدر الله له الإيمان، فقال: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا﴾ [السجدة: ١٣] قال ابن عباس: رشدها وبيانها.
وهذا كقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ﴾ [يونس: ٩٩] وقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى﴾ [الأنعام: ٣٥].
﴿وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [السجدة: ١٣] يعني: كفار الفريقين، قال ابن عباس: يقول: هذا قضائي وقدري في ملكي وربوبيتي.
والقول الذي وجب من الله بملء جهنم قوله لإبليس: ﴿لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [ص: ٨٥].
٧٣٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّجَّارُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زِيَادٍ الأَبْزَارِيُّ، نا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، نا