جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} [فاطر: ٣٣] قال مقاتل: يعني الأصناف الثلاثة.
والآية مفسرة في ﴿ [الحج ولما دخلوها واستقرت بهم الدار حمدوا ربهم على ما صنع بهم، وهو قوله:] وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ﴾ [سورة فاطر: ٣٤] الحزن والحزن واحد، كالبخل والبخل، قال ابن عباس في رواية أبي الجوزاء: هو حزن النار.
وقال مقاتل: لأنهم كانوا لا يدرون ما يصنع الله بهم، وقال الكلبي: يعني: ما كان بحوزتهم في الدنيا من أمر يوم القيامة.
وقال سعيد بن جبير: هم الخبز في الدنيا.
وقال الزجاج: أذهب الله عن أهل الجنة كل الأحزان ما كان منها لمعاش أو معاد.
٧٧٥ - حَدَّثَنَا الإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَائِينِيُّ، إِمْلاءً فِي مَسْجِدِ عَقِيلٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أنا الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرَاثِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ وَلا فِي مَنْشَرِهِمْ، وَكَأَنِّي بِأَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَدْ خَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ يَنْقُضُونَ التُّرَابِ عَنْ رُءُوسِهِمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ﴾
قوله: ﴿إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ﴾ [فاطر: ٣٤] قال ابن عباس: غفر العظائم من ذنوبهم، وشكر اليسير من محاسن أعمالهم.
﴿الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ﴾ [فاطر: ٣٥] قال مقاتل: أنزلنا دار الخلود، أقاموا فيها أن ألا يموتون ولا يتحولون عنها أبدا.
من فضله أي: ذلك بفضله لا بأعمالنا، ﴿لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ﴾ [فاطر: ٣٥] لا يصيبنا في الجنة عناء ومشقة، ﴿وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ﴾ [فاطر: ٣٥] وهو الإعياء من التعب.
ثم قال في صفة الكفار: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ {٣٦﴾ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴿٣٧﴾ إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٣٨﴾ } [فاطر: ٣٦-٣٨] ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا﴾ [فاطر: ٣٦] أي: لا يهلكون فيستريحوا مما هم فيه من العذاب، وهو كقوله: ﴿فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ﴾ [القصص: ١٥]، ﴿وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا﴾ [فاطر: ٣٦] طرفة عين، كذلك كما ذكرنا، ﴿نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ﴾ [فاطر: ٣٦] كل كافر، ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا﴾ [فاطر: ٣٧] يستغيثون، وهو افتعال من الصراخ، قال مقاتل: هو أنهم ينادون ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا﴾ [فاطر: ٣٧] قال ابن عباس: نقل لا إله إلا الله.
﴿غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ﴾ [فاطر: ٣٧] يعني الشرك، فوبخهم الله تعالى، فقال: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ﴾ [فاطر: ٣٧] قال عطاء: يريد ثماني عشرة سنة.
وهو قول قتادة.
وقال الحسن: أربعين سنة.
وقال ابن عباس في رواية مجاهد: ستين سنة.
قال: وهو العمر الذي أعذر الله ابن آدم.
٧٧٦ - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَحْمُوَيْهِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أنا بَشِيرُ بْنُ مُوسَى، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنِ الْعَجْلانِ أَبِي مُحَمَّد ٍ،