التاء.
كما قالوا: ثم وثمت، ورب وربت، وأصلها هاء وصلت بلا، فقالوا: لا لغير معنى حادث، كما زادوا هاء في ثمة، فلما وصلوها جعلوها تاء.
والوقف عليها بالتاء عند الزجاج وأبي علي.
وعند الكسائي الوقف عليها بالهاء، نحو قاعدة وضاربة.
وعند أبي عبيد الوقف على ثم يبتدئ: تحين مناص، لأن عنده أن هذه التاء تزاد مع حين، فيقال: كان هذا تحين كان ذاك.
﴿وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ {٤﴾ أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴿٥﴾ وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴿٦﴾ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلا اخْتِلاقٌ ﴿٧﴾ أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨﴾ } [ص: ٤-٨] قوله: وعجبوا يعني: الكفار الذين ذكرهم الله تعالى في قوله: ﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [ص: ٢]، ﴿أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ﴾ [ص: ٤] يعني: رسولا من أنفسهم ينذرهم النار، ﴿وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ﴾ [ص: ٤] حين زعم أنه رسول.
﴿أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا﴾ [ص: ٥] وذلك أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبطل عبادة ما كانوا يعبدون من الآلهة مع الله ودعاهم إلى عبادة الله وحده فتعجبوا من ذلك، وقالوا: كيف جعل لنا إلها واحدا بعد ما كنا نعبد آلهة كثيرة، قوله: إن هذا الذي يقول محمد من أن الإله واحد، لشيء عجاب لأمر عجيب، وهذا كما يقال كبير وكبار، وطويل وطوال.
وقوله: ﴿وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ﴾ [ص: ٦] قال المفسرون: إن أشراف قريش أتوا أبا طالب واجتمعوا عنده وشكوا إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،