الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴿٥٢﴾ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٥٣﴾ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ ﴿٥٤﴾ } [ص: ٥٠-٥٤] ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ﴾ [ص: ٥٠] قال الفراء: المعنى مفتحة لهم أبوابها، والعرب تجعل الألف واللام خلفا من الإضافة.
وقال الزجاج: المعنى مفتحة لهم الأبواب منها، فالألف واللام للتعريف لا للبدل.
متكئين فيها في الجنات، يدعون فيها تقدير الآية: يدعون في الجنات متكئين فيها.
﴿بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ﴾ [ص: ٥١] بألوان الفاكهة وألوان الشراب، والمعنى: وشراب كثير، فحذف للدلالة عليه.
﴿وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ [ص: ٥٢] تقدم تفسيره.
أتراب أقران أسنانهن واحدة، بنات ثلاث وثلاثين سنة.
هذا يعني ما ذكر فيما تقدم ما يوعد به المتقون على لسان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن قرأ بالتاء فالمعنى: قل للمتقين: ﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾ [ص: ٥٣] ليوم الجزاء.
ثم أعلم أن ذلك غير منقطع، فقال: ﴿إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ﴾ [ص: ٥٤] أي: انقطاع وفناء.
قال ابن عباس: ليس لشيء في الجنة نفاد، وما أكل من ثمارها خلف مكانه مثله، وما أكل من حيوانها وطيرها عاد مكانه حيا.
﴿هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ {٥٥﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٥٦﴾ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿٥٧﴾ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿٥٨﴾ هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ ﴿٥٩﴾ قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿٦١﴾ } [ص: ٥٥-٦١] هذا، أي: الأمر هذا الذي ذكرناه.
ثم ذكر ما للكفار، فقال: ﴿وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ﴾ [ص: ٥٥] للذين طغوا على الله وكذبوا الرسل، لشر مآب شر مرجع ومصير.
ثم أخبر بذلك، فقال: ﴿جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [ص: ٥٦] قال ابن عباس: بئس المسكن وبئس الممهد.
﴿هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ﴾ [ص: ٥٧] قال الفراء، والزجاج: تقدير الآية: هذا حميم غساق فليذوقوه.
أي: يقال لهم في ذلك اليوم: هذا حميم وغساق فليذوقوه، وعادت الكناية إلى أحدهما اكتفاء به عن