ويزعم حسل أنه فرع قومه وما أنت فرع يا حسيل ولا أصل
] إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ} [سورة المجادلة: ٢] ما أمهاتهم إلا الوالدات، وإنهم يعني: المظاهرين، ﴿لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ﴾ [المجادلة: ٢] لا يعرف في شرع، وزورًا كذبًا، ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾ [المجادلة: ٢] عفا عنهم، وغفر لهم بإيجاب الكفارة عليهم.
﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ﴾ [المجادلة: ٣] يمتنعون منهن، أي: من جماعهن بهذا اللفظ، ﴿ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا﴾ [المجادلة: ٣] كثر الاختلاف في معنى العود ههنا من المفسرين والفقهاء، والذي ذهب إليه الشافعي رضي الله عنه: أن معنى العود لما قالوا: السكوت عن الطلاق بعد الظهار زمانًا، يمكنه أن يطلق فيه.
وذلك أنه إذا ظاهر فقد قصد التحريم، فإن وصل ذلك بالطلاق فقد جرى على ما ابتدأه ولا كفارة، وإذا سكت عن الطلاق، فذلك للندم منه على ما أبتدأ به، فهو عود منه إلى ما كان عليه، فحينئذ تجب الكفارة، ويدل على هذا أن ابن عباس فسر العود في هذه الآية: بالندم، فقال: يندمون فيرجعون إلى الألفة.
قال الفراء: يعودون لما قالوا إلى ما قالوا، وفيما قالوا، معناه: يرجعون عما قالوا، يقال: عاد لما فعل، أي: نقض ما فعل.
وهذا الذي ذكره الفراء يبين لك صحة ما ذهب إليه الشافعي رضي الله عنه، وقال أهل العراق: معنى العود: العزم على الوطء، فإذا عزم على وطئها كان عودًا، ويلزمها الكفارة.
وقال مقاتل، والحسن، وطاوس، والزهري: العود لما قالوا هو: الوطء.
وهو مذهب مالك، قال: إن وطئها كان عودًا، وإن لم يطأها لم يكن عودا.
قال أصحابنا: العود المذكور ههنا: صالح للجماع كما قال مالك، وللعزم على الجماع كما قال أهل


الصفحة التالية
Icon