ويُصَلّى بضم الياء وتشديد اللام، كقوله: ﴿ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ﴾ [الحاقة: ٣١].
﴿إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ﴾ [الانشقاق: ١٣] يعني: في الدنيا، مسرورًا باتباع هواه، وركوب شهوته.
﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾ [الانشقاق: ١٤] لن يرجع إلى الآخرة، أي: لن يبعث، قال مقاتل: حسب أن لا يرجع إلى الله.
والحور الرجوع.
قال الله تعالى: بلى ليحورن، وليبعثن، ﴿إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا﴾ [الانشقاق: ١٥] بصيرًا به، من يوم خلقه إلى يوم بعثه، قال الزجاج: كان به بصيرًا قبل أن يخلقه، عالمًا بأن مرجعه إليه.
قوله: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ {١٦﴾ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴿١٧﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴿١٨﴾ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ﴿١٩﴾ فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠﴾ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْءَانُ لا يَسْجُدُونَ ﴿٢١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴿٢٢﴾ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴿٢٣﴾ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٤﴾ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴿٢٥﴾ } [الانشقاق: ١٦-٢٥].
﴿فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ﴾ [الانشقاق: ١٦] يعني: الحمرة التي تكون بعد غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة، وهذا قول المفسرين، وأهل اللغة جميعًا.
قال الفراء: سمعت بعض العرب يقول: عليه ثوب مصنوع كأنه الشفق، وكان أحمر.
وروي مثل هذا مرفوعًا.
١٣١١ - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْعَدْلُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَايِعُ، أنا عَلِيُّ بْنُ جَنْدَلٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو حُذَافَةَ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الشَّفَقُ الْحُمْرَةُ»
﴿وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ﴾ [الانشقاق: ١٧] قال الليث: الوسق: ضمك الشيء بعضه إلى بعض، واستوسقت الإبل إذا اجتمعت وانضمت، والراعي يَسِقُها أي: يجمعها.
والمفسرون يقولون: وما جمع وضم، وحوى ولف.
والمعنى: جمع وضم ما كان منتشرًا بالنهار في تصرفه، وذلك أن الليل إذا أقبل أوى كل شيء إلى مأواه.
﴿وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ﴾ [الانشقاق: ١٨] استوى، واجتمع، وتكامل، وتم،


الصفحة التالية
Icon