فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: ١٥]، ولما نزلت هذه الآية، قال المشركون: إن إبلنا لتسمن على الضريع.
وكذبوا في ذلك، فإن الإبل لا ترعاه.
فقال الله تعالى تكذبيًا لهم: ﴿لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ﴾ [الغاشية: ٧].
ثم وصف أهل الجنة، بقوله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ {٨﴾ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ﴿٩﴾ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ﴿١٠﴾ لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً ﴿١١﴾ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ ﴿١٢﴾ فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ ﴿١٣﴾ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ ﴿١٤﴾ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ﴿١٥﴾ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴿١٦﴾ } [الغاشية: ٨-١٦].
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ﴾ [الغاشية: ٨] قال مقاتل: في نعمة وكرامة.
لسعيها في الدنيا، راضية حين أعطيت في الجنة بعملها.
﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ﴾ [الغاشية: ١٠] مرتفعة.
﴿لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً﴾ [الغاشية: ١١] وقرئ بالياء أيضًا، لأن المراد باللاغية اللغو، فالتأنيث على اللفظ، والتذكير على المعنى، وقرأ حمزة: لا تسمع بتاء مفتوحة، لاغية نصبًا على الخطاب للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
﴿فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ﴾ [الغاشية: ١٢] قال الكلبي: لا أدري بماء أو بغيره.
﴿فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ﴾ [الغاشية: ١٣] قال ابن عباس: ألواحها من ذهب، مكللة بالزبرجد، والدر، والياقوت، مرتفعة ما لم يجئ أهلها، فإذا أراد أن يجلس عليها تواضعت له حتى يجلس عليها، ثم ترتفع إلى موضعها.
وأكواب أقداح لا عرى لها، موضوعة عندهم.
ونمارق يعني: الوسائد في قول الجميع.
واحدها نمرقة بضم النون، وزاد الفراء سماعًا عن العرب نمرقة بكسر النون، قال الكلبي: وسائد.
مصفوفة بعضها إلى بعض.
وزرابي يعني: البسط والطنافس، واحدها: زربية وزربي، مبثوثة مبسوطة ومنشورة، ويجوز أن يكون المعنى: أنها مفرقة في المجالس.
١٣٣٨ - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَرْوَزِيُّ، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَدَّادِيُّ، أَخْبَرَهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْخَالِدِيِّ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: يَجِيئُونَ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَسَاسُ بُيُوتِهِمْ مِنْ جَنْدَلِ اللُّؤْلُؤِ، وَسُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ، وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ، وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ، فَلَوْلا أَنَّ اللَّهَ قَدَّرَهَا لَهُمْ لَالْتَمَعَتْ أَبْصَارُهُمْ لِمَا يَرَوْنَ، فَيُعَانِقُونَ الْأَزْوَاجَ وَيَقْعُدُونَ عَلَى السُّرُرِ، وَيَقُولُونَ: الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا.