[من الطويل وهو الشاهد الرابع عشر] :
فَيا ظبيةَ الوعساءِ بين جُلاجِلٍ * وبينَ النَّقا أَأَنتِ أَمْ أُمُّ سالِمِ
يريد: "أَأَنت أَحسن أَمْ أمُّ سالِم" فأضمرَ "أَحْسَن". يريد: "أليسَ أَنا خيراً من هذا الذي هو مَهين". ولها موضع آخر تكون فيه منقطعة من الكلام كأنك تميل الى أوله قال ﴿لاَ رَيْبَ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾. وهذا لم يكن قبله استفهام، وهذا قول العرب: "إنَّها لإِبل" ثم يقولون * "أَمْ شاءٌ" [وقولهم] ** "لقد كان كذا وكذا أَمْ حَدَّثتُ نفسي"، ومثل قول الشاعر: [من الكامل وهو الشاهد الخامس عشر] :
كَذَبَتْكَ عَينُكَ أَمْ رأيتَ بواسِطٍ * غَلَسَ الظَلامِ مِنَ الرَّبابِ خيالا
وليس قوله ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾ لانه شك، ولكنه قال هذا ليقبّح صنيعهم كما تقول: "ألستَ الفاعلَ كذا وكذا" ليس تستفهم انما توبخّه. ثم قال ﴿بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ﴾. ومثل هذا في القرآن كثير، قال ﴿فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ [١٥ء] بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ﴾ ثم قال ﴿أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ﴾ [و] ** ﴿أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ﴾ كل هذا على استفهام الاستئناف. وليس لـ"أَمْ" غير هذين الموضعين


الصفحة التالية
Icon