وفي رواية سهل بن سعد (١) : يقومون حروفه كما يقام السهم، لا يجاوز تراقيهم، يتعجلون آخره ولا يتأجلونه (٢).
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: إياكم والهذاذين الذين يهذون القرآن ويسرعون بقراءته، فإنما مثل ذلك كمثل الأكمة التي لا أمسكت ماء ولا أنبتت [٨٢ و] كلأ (٣).
وفي كتاب شيخنا "جمال القراء":
"قال رجل لسليم (٤) رحمه الله: جئتك لأقرأ عليك التحقيق، فقال سليم: يابن أخي، شهدت حمزة وأتاه رجل في مثل هذا، فبكى وقال: يابن أخي، إن التحقيق صون القرآن، فإن صنته فقد حققته، وهذا هو التشديق" (٥).
وفيه:
"قال سفيان بن عيينة: من أعطى القرآن فمد عينيه إلى شيء مما صغر القرآن، فقد خالف القرآن، ألم تسمع قوله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا

(١) هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد أبو العباس الأنصاري، آخر من مات بالمدينة من الصحابة، توفي سنة ٩١هـ على خلاف "الإصابة ٢/ ٨٨، تهذيب التهذيب ٤/ ٢٥٢".
(٢) شعب الإيمان ١/ ٤٢٨ظ.
(٣) شعب الإيمان ١/ ٤٢٩و.
(٤) هو سليم بن عيسى بن سليم بن عامر الحنفي بالولاء، أبو عيسى "ويقال: أبو محمد" الكوفي، المقرئ، أخص أصحاب حمزة بن حبيب وأقومهم لحروفه، توفي سنة ١٩٨هـ "النشر ١/ ١٦٦، غاية النهاية ١/ ٣١٨".
(٥) جمال القراء ص١٢٥ظ.


الصفحة التالية
Icon