بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} (١). وقال: ﴿وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ (٢)، يعني القرآن".
قال الشيخ رحمه الله: "أي ما رزقك الله من القرآن خير وأبقى مما رزقهم من الدنيا".
"وقال الحسن: قراء القرآن على ثلاثة أصناف:
صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده واستطالوا به على أهل بلادهم واستدروا به الولاة، كثير هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم واستشعروا الخوف وارتدوا الحزن، فأولئك يسقي الله بهم الغيث وينصرهم على الأعداء، والله لهذا الضرب من حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر".
"وعن أبي الأحوص قال: إن كان الرجل ليطرق الخباء فيسمع فيه كدوي النحل، فما لهؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون" (٣).
وفي "كتاب الإحياء":
"حكي عن أبي سليمان الداراني (٤) أنه قال: إني لأتلو الآية فأقيم فيها
(٢) طه: ١٣١.
(٣) جمال القراء ص٢٩و، ظ.
(٤) هو عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العنسي، أبو سليمان الداراني، أحد رجال التصوف، توفي سنة ٢٠٥هـ على خلاف "تاريخ بغداد ١٠/ ٢٤٨، وفيات الأعيان ١/ ٣٤٧، فوات الوفيات ١/ ٢٥١، شرح الرسالة القشيرية ١/ ١١٣".