وخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "كتاب ثواب القرآن" عن ابن عباس [٦ ظ] رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ (١) قال: رفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة فرفع في بيت العزة ثم جعل ينزل تنزيلا (٢).
وفي "تفسير الثعلبي" عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نجوما عشرين سنة، فذلك قوله عز وجل: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ (٣).
وقال أبو عبيد: حدثنا ابن أبي عدي (٤) عن داود بن أبي هند قال: قلت للشعبي: قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ (٥)، أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدًا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان.
زاد الثعلبي في تفسيره: فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء وينسيه ما يشاء (٦).
زاد غير الثعلبي: فلما كان في العام الذي قبض فيه عرضه عرضتين،
(٢) المصنف ٢/ ١٦٢ظ.
(٣) الواقعة: ٧٥، انظر: تفسير الثعلبي ١/ ١١١ظ.
(٤) هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي السلمي بالولاء، أبو عمرو البصري، توفي سنة ١٩٤هـ على خلاف "تذكرة الحفاظ ١/ ٢٩٧، تهذيب التهذيب ٩/ ١٢".
(٥) البقرة: ١٨٥.
(٦) تفسير الثعلبي ١/ ١١٢و.