هذا صحيح على شرط الشيخين (١) ولم يخرجاه (٢).
وفي سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم" (٣). وفي الرواية: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، فإذا نزلت علموا أن السورة قد انقضت (٤).
وفي البخاري عن البراء بن عازب (٥) قال: لما نزلت ﴿لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (٦)، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ادع لي زيدًا (٧)، وليجئ باللوح والدواة والكتف" -أو الكتف والدواة- ثم قال: "اكتب: ﴿لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ﴾ ".

(١) هما البخاري ومسلم.
(٢) المستدرك ٢/ ٢٣٠.
(٣) سنن أبي داود ١/ ٢٩١.
(٤) جاء في الحاشية من النسخة "ل" هذه العبارة: "إذا تأملت هذا الحديث، رأيته نصا صريحا في أن البسملة من القرآن".
(٥) هو البراء بن عازب بن الحارث، أبو عمارة الأوسي، صحابي، أسلم صغيرا وغزا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمس عشرة غزوة، روى له البخاري ومسلم ٣٠٥ أحاديث. توفي في الكوفة سنة ٦٣ "الطبقات الكبرى ٤/ ٣٦٤، تهذيب التهذيب ١/ ٤٢٥".
(٦) النساء: ٩٥.
(٧) هو زيد بن ثابت الضحاك الأنصاري، أبو خارجة الخزرجي، كتب الوحي وتعلم وتفقه في الدين، فكان رأسا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض، وكان أحد الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكتبه أيضا في المصحف لأبي بكر ثم لعثمان، وتوفي سنة ٤٥هـ على خلاف "تذكرة الحفاظ ١/ ٢٩، غاية النهاية ١/ ٢٩٦، الإصابة ١/ ٥٦١، تهذيب التهذيب ٣/ ٣٩٩".


الصفحة التالية
Icon