الآيات من محكم القرآن:
قال الطبري رحمه الله:
حدثنا محمد بن الحسين١ قال: ثنا أحمد بن المفضل٢ قال: ثنا أسباط٣، عن السدي٤ قال: "هؤلاء الآيات التي أوصى بها من محكم٥ القرآن"٦.
وقال أبو عبد الله الحاكم رحمه الله:
حدثنا بكر بن محمد الصيرفي٧ بمرو، ثنا عبد الصمد بن الفضل٨، ثنا مالك بن إسماعيل النهدي٩، ثنا إسرائيل١٠ عن أبي إسحاق١١، عن عبد الله بن خليفة١٢ قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: "إن في الأنعام آيات محكمات، هن أم

١ ابن موسى ابن أبي حنين، الكوفي صدوق. انظر (الجرح والتعديل ٧/٢٣٠).
٢ أبو علي، الحضرِي، شيعي، صدوق، في حفظه شيء روى له مسلم.
٣ ابن نصر الهمداني صدوق، كثير الخطأ.
٤ إسماعيل بن عبد الرحمن، صدوق يهم، رمي بالتشيع، روى له مسلم.
٥ تقول: أحكمت شيء فاستحكم، فصار محكماً، واحتكم الأمر، واستحكم وثق، وإحكام القول إتقانه، بتميز الصدق من الكذب، والحق من الباطل، والهدى من الضلال، ولذلك وصف الله كتابه العزيز فقال: ﴿كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير﴾ الآية (١) من سورة هود أي أحكمت وفصلت بجميع ما يحتاج إليه من الدلائل على توحيده عز وجل، وإثبات نبوة الأنبياء وختمهم بنبينا محمد ﷺ، وبيان شرائع الإسلام. فالقرآن الكريم كله محكم متقن، فمعانيه متفقة وإن اختلفت ألفاظه وهو متشابه في الأحكام والإتقان، متماثلة في الأوامر والنواهي يصدق بعضه على بعضا ويفسر بعضه بعضا، وفيه إحكام خاص وتشابه خاص قال تعالى: ﴿وهو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات وأخر متشابهات﴾ الآية (٧) من سورة آل عمران. فالحكم الناسخ، والحلال، والحرام، والحدود، والفرائض، والوعد، والوعيد، والمتشابه المنسوخ، والكيفية في الأسماء والصفات، وفواتح السور، وهذه الآيات محكمات لما تضمنت من الأوامر والنواهي. (انظر اللسان ١٢/١٤٣)
٦ الطبري ٨/٦٤.
٧ لم أقف على ترجمته.
٨ لم أقف على ترجمته.
٩ أبو غسان، ثقة، متقن، صحيح الكتاب.
١٠ ابن يونس، بن أبي إسحاق السبيعي، ثقة التكلم فيه، بلا حجة.
١١ عمرو بن عبد الله، السبيعيِ، مكثر، ثقة، اختلط بأخرة وقد وصفه النسائي وغيره بالتدليس (انظر إتحاف ذوي الرسوخ ص٤٠) لكنه من الطبقة التي توقف فيها جماعة ولم يحتجوا إلا بما صرح فيه بالسماع، وقبلهم آخرون مطلقاً. (المصدر السابق ص ١١)
١٢ الهمداني، مقبول.


الصفحة التالية
Icon