وحدَّثَنَا١ قبيصة، عن سفيان، عن ابن جريج، عن ابن طاوس عن أبيه، وعن الحسن بن مسلم، عن طاوس قال: سُئِلَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيُّ الناس أحسن صوتا بالقرآن؟ فقال: "الذى إذا سمعته رأيته يخشى الله".
وقد رُوِيَ هذا متصلا من وجه آخر.
فقال ابن ماجه٢: حدَّثَنَا بشر بن معاذ الضرير، ثنا عبد الله بن جعفر المدينى، ثنا ابراهيم بن اسماعيل، عن مجمع، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، الذى إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله".
ولكن عبد الله بن جعفر هذا -وهو والد على بن المدينى- وشيخه ضعيفان، والله أعلم.
والغرض أن المطلوب شرعا، إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تَدَبُّرِ القرآن وتفهمه، والخشوع والخضوع والإنقياد للطاعة.
فأما الأصوات بالنغمات المحدثة، المركبة على الأوزان، والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائى، فالقرآن يُنَزَّه عن هذا ويجل ويعظم أن يسلك فى أدائه هذا المذهب.

١ أخرجه أبو عبيد "ص٨٠" أيضًا.
وهذه الرواية أرجح من رواية ليث بن أبي سليم المتقدمة مع إرسالها.
٢ في "سننه" "١٣٣٩".
وأخرجه الآجري في "أخلاق حملة القرآن" "٨٣"، وفي "فوائده"، وابن أبي داود في "كتاب الشريعة" -كما في "إتحاف السادة" "٤/ ٥٢١"، وضعَّفَ إسناده البوصيري في "الزوائد" "٤٣٦/ ١"، وسبقه شيخه العراقي في "تخريج الإحياء" "١/ ٢٨٦"، والصواب أنه ضعيف جدًّا. والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon