وقد جاءت السُّنَّةُ بالزجر عن ذلك، كما قال الإمام العلم أبو عُبَيْد١ القاسم بن سلام -رحمه الله: حدَّثَنَا نُعَيْم بن حمَّاد، عن بقية بن الوليد، عن حُصَيْن بن مالك الفزارى قال: سمعت شيخا يكنى أبا محمد يحدِّثُ عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم".
وحدثنا٢ يزيد، عن شريك، عن أبى اليقظان عثمان بن عمير، عن

١ في "فضائل القرآن" "ص٨٠".
وأخرجه ابن نصر في "قيام الليل" "ص٣٥"، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" "٢/ ٤٨٠"، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" "ج٣/ ق١٠٤/ ٢"، والطبراني في "الأوسط" "ج٢/ ق١٥٤/ ١"، وابن عدي في "الكامل" "٢/ ٥١٠-٥١١"، والبيهقي في "الشعب" "ج٥/ رقم٢٤٠٦"، والجوزقاني في "الأباطيل" "٧٢٣"، وابن الجوزي في "الواهيات" "١/ ١١٨" من طريق بقية بن الوليد، عن الحصين بن مالك الفزاري، عن أبي محمد، عن حذيفة مرفوعًا به.
قال الطبراني: "لا يُرْوَى هذا الحديث عن حذيفة إلّا بهذا الإسناد، تفرَّدَ به بقية".
قلت: وهو صدوق، لكنه يدلِّسُ تدليس التسوية، كما صرَّح به أبو حاتم في "العلل" "١٩٥٧" وشيخ بقية وشيخه مجهول، والخبر منكر كما قال الذهبي. والله أعلم.
٢ أبو عبيد في "فضائل القرآن" "ص٨١"، وفي "الغريب" "٢/ ١٤١"، وأخرجه أحمد "٣/ ٤٩٤"، والبخاري في "التاريخ" "٤/ ١/ ٨٠"، وعنه البيهقي في "الشعب" "٥/ ٥٨٣"، والطحاوي في "المشكل" "٢/ ١٦٠"، وأبو غرزة الحافظة في "مسند عابس" "ق٢/ ١"، وابن أبي الدنيا في "العقوبات" "٧٨/ ١" -كما في "الصحيحة" "٩٧٩"، والجوزقاني في "الأباطيل" "٧٢٤" من طريق شريك النخعي بسنده سواء. وسنده ضعيف، وقال الجوزقاني: "باطل"، وليس كما قال، والصواب أنه حديث حسن أو صحيح كما حققته في "التسلية".


الصفحة التالية
Icon