القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به".
فقوله: "لا تغلو فيه"؛ أي: لا تُبالغوا في تلاوته بسرعة في أقصر مدة، فإن ذلك ينافي التدبير غالبًا، ولهذا قابله بقول: "ولا تجفوا عنه"؛ أي: لا تتركوا تلاوته] ١.

فصل:


وقد ترخَّصَ جماعات من السلف فى تلاوة القرآن فى أقل من ذلك؛ منهم أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضى الله عنه.
قال أبو عبيد٢ -رحمه الله: حدَّثَنا حجاج، عن ابن جُرَيْج، أخبرنى ابن خُصَيْفَة، عن السائب بن يزيد، أن رجلا سأل عبد الرحمن بن عثمان التيمى عن صلاة طلحة بن عبيد الله، فقال: إن شئت أخبرتك عن صلاة
١ ما بين المعكوفين ساقط من "أ" و"ط".
٢ أخرجه أبو عبيد في "الفضائل" "ص٩٠".
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" "ج٣/ رقم ٤٦٥٣" من طريق ابن جريج بسنده سواء.
وصحَّحَ المؤلف سنده وهو كما قال، ولكن ليس في هذه الرواية دلالة على أن عثمان -رضي الله عنه- ختم القرآن في ركعة، بل فيها عكسه، فهي تدل بجلاء على أنه صلَّى أكثر من ركعة، لكنه أوتر بواحدة لم يصل غيرها، ولو أنه أثبت بدلها رواية ابن المنكدر عن عبد الرحمن بن عثمان، لكان أولى من هذه في مقام الاحتجاج، وقد سقت لفظها مع طرق أخرى في "تسلية الكظيم"، فلله الحمد.


الصفحة التالية
Icon