والحديث مشهور من رواية الحارث الأعور، وقد تكلموا فيه، بل قد "كذبه"١ بعضهم من جهة رأيه واعتقاده، أما أنه "يتعمَّد"٢ الكذب فى الحديث فلا، والله أعلم.
وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين على -رضى الله عنه، وقد وهم بعضهم فى رفعه، وهو كلام حسن٣ صحيح، على أنه قد روى له شاهد عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه، عن النبى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الإمام العلَمُ أبو عبيد القاسم بن سلَّام -رحمه الله- فى كتابة "فضائل٤ القرآن": حدثنا أبو اليقظان عمار بن محمد الثورى أو غيره، عن إسحاق الهجرى، عن أبى الاحوص، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم،

١ ساقط من "جـ".
٢ في "ا": "تعمد".
٣ يقصد: معناه، لا ثبوته.
٤ "ق١/ ٢".
وأخرجه ابن أبي شيبة "١٠/ ٤٨٢-٤٨٣"، وابن الضريس في "فضائل القرآن" "٥٨" مختصرًا، وابن حبان في "المجروحين" "١/ ١٠٠"، وابن نصر في "قيام الليل" "٧٠"، والحاكم "١/ ٥٥٥"، وأبو بكر الكلاباذي في "معاني الأخبار" "ق٢٠٩/ ٢-٢٣٨/ ١"، والبيهقي في "الشعب" "ج٤/ رقم ١٧٨٦"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" "٢/ ٢٧٨"، والخطيب في "الجامع" "١/ ١٠٧"، وابن الجوزي في "الواهيات" "١/ ١٠١"، والشجري في "الأمالي" "١/ ٨٤" من طرق عن إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود مرفوعًا.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "٦/ ٣٣٧" لابن الأنباري في "المصاحف"، ولا يصح كما يأتي ذكره.


الصفحة التالية
Icon