"ابن"١ فضالة عن الحسن أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله، فقيل: كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة، فقال: إنا لله، "فأمر"٢ بالقرآن فجمع، فكان أول من جمعه فى المصحف.
وهذا منقطع؛ فإن الحسن لم يدرك عمر، ومعناه: أنه أشار بجمعه فجُمِعَ، ولهذا كان مهيمنًا على حفظه وجمعه، كما:
رواه ابن أبى٣ داود حيث قال: ثنا أبو الطاهر، ثنا ابن وهب، ثنا عمرو بن طلحة الليثى، عن محمد بن عمرو، عن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، أن عمر لما جمع القرآن، كان لا يقبل من أحد شيئًا حتى يشهد شاهدان، وذلك عن أمر الصديق له فى ذلك، كما قال أبو بكر بن أبى داود:
حدثنا أبو الطاهر، أنا ابن وهب، أخبرنى ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما استحرَّ القتل بالقرَّاء يومئذ، فَرِقَ٤ أبو بكر -رضى الله عنه- أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: فمن جاءكما بشاهدين على شىء من كتاب الله فاكتباه.
منقطع حسن.
ولهذا قال زيد بن ثابت: ووجدت آخر سورة التوبة -يعنى قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُم﴾ [التوبة: ١٢٨-١٢٩] إلى
٢ في "أ": "ثم أمر". وفي "المصاحف": "وأمر".
٣ في "المصاحف" "ص٦"، وتحسين المصنِّف إنما هو بسب أن لرواية عروة أصلًا صحيحًا، قد مَرَّ ذكره، فهو يقول: "منقطع حسن الإسناد".
٤ يعني: خاف.