وقول أبي وائل: فما أحمد ينكر ما قال، يعنى: من فضله وحفظه وعلمه، والله أعلم، وأما أمره بغلِّ المصاحف وكتمانها، فقد أنكره عليه غير واحد. قال الأعمش١ عن إبراهيم عن علقمة قال: قدمت الشام فلقيت أبا الدرداء فقال: كنا نَعَدُّ عبد الله "جبانا"٢ فما باله يواثب الأمراء؟
وقال أبو بكر٣ بن أبي داود: باب رضا عبد الله بن مسعود بجمع

١ أخرجه ابن أبي داود "ص١٨" قال: حدثنا عمي وحمدان بن عليّ قالا: حدثنا ابن الأصبهاني عن عبد السلام بن حرب، عن الأعمش بسنده سواء. وهذا سند صحيح، وعم ابن أبي داود هو: "محمد بن الأشعث"، وابن الأصبهاني هو محمد بن سعيد بن سليمان.
٢ كذا في "الأصول" كلها؛ من "الجبن" بالجيم والباء، ووقع في "كتاب المصاحف" "حنانًا" بالحاء المهملة والنون، فكأنه تصحيف، فإن لم يكن فتوجيهه ظاهر، والله أعلم.
٣ أخرجه أحمد في "العلل" "٣٧٢٥ - رواية عبد الله"، وفي "المسند" "١/ ٤٤٥"، وابن أبي داود "ص١٨"، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" "٣/ ١٠٠٦"، والهيثم بن كليب في "مسنده" "٨٨١"، والطحاوي في "المشكل" "٤/ ١٨٢" من طريق زهير بن معاوية، حدثني الوليد بن قيس، عن عثمان بن حسان العامري، عن فلفلة الجعفي، فذكره.
وخالفه سفيان الثوري، فرواه عن الوليد بن قيس، عن القاسم بن حسان، عن فلفلة. =


الصفحة التالية
Icon